نظم المعلومات الصحية المحوسبة

نظم المعلومات الصحية المحوسبة

The writer: فادي غصنة (معرف المستخدم: mahmoud.elias)شبكات

تهدف وظيفة إدارة المعلومات إلى الحصول على المعلومات، وإدارتها واستعمالها، بغية تحسين أداء خدمات الرعاية الصحية وتحسين توجيهها وإدارتها وتقديم الدعم لها. إن توفير الرعاية الصحية للسكان هدف معقد يعتمد اعتمادًا كبيرًا على المعلومات. وتسعى المستشفيات إلى الحصول على المعلومات المتعلقة بمعرفة الرعاية المتعلقة بكل مريض، وبالرعاية المقدمة والنتائج المترتبة على هذه الرعاية، وأدائها في مجال تقديم الخدمات وتنسيقها وتحقيق التكامل بينها. والمعلومات، مثلها في ذلك مثل الموارد البشرية، والمادية، والمالية، مورد يجب إدارته بفعالية من مديري الرعاية الصحية وقادتها. يرى Smith أنه لا قيمة لنظم المعلومات الصحية المحوسبة ما لم يكن عنصر المعلومات هو الهدف الرئيسي، ونظم المعلومات ما هي إلا أداة تساعد على إدارتها. ومن هنا أصبحت إدارة المعلومات الصحية أحد العناصر الأساسية في أي نظام وطني للرعاية الصحية. ويرى Smith كذلك أن تقدم أو نمو أي نظام لإدارة المعلومات الصحية يعتمد على الحقائق التالية:

  • يتزايد اعتماد الرعاية الصحية على المعلومات تزايدًا مطردًا.
  • المعلومات مصدر رئيسي حاسم لصحة كل فرد، ولصحة السكان بصفة عامة، ولنجاح أعمال أي منظمة.
  • يجب النظر إلى نظم المعلومات الصحية على أنها كيان واحد قائم بذاته، بدءًا بالمعطيات الخاصة بالمرضى (المعطيات السريرية)، ومرورًا بالمعطيات المجمعة (الأداء والاستعمال، وغيرها)، وتوجهًا نحو المعطيات المرتكزة على المعارف (التخطيط ودعم القرار)، وانتهاء بالمعطيات المجمعة (رسم السياسات).
  • جودة المعطيات وتحويلها إلى معلومات أمر أساسي لا بد منه لكفاءة جميع نظم المعلومات وفعاليتها. وعليه، ينبغي التركيز على المعلومات التي لها قيمتها في اتخاذ القرارات والتقييم والتخطيط، وتطوير السياسات.

     مفهوم نظام المعلومات الصحي المحوسب

عرَّفت منظمة الصحة العالمية نظام المعلومات الصحية المحوسب بأنه "العلم الذي يقوم على اكتساب وحفظ واسترجاع وتطبيق المعارف والمعلومات الطبية الحيوية بغية تحسين رعاية المرضى، والتثقيف والبحث والإدارة". وكذلك عرَّفه المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية بأنه "مصطلح شامل يُستعمل ليشمل التخصص الآخذ في الظهور بسرعة والمتمثل في استعمال منهجيات وتقانة الحوسبة والشبكات والاتصالات لدعم المجالات المتصلة بالصحة؛ مثل: الطب والتمريض والإدارة والصيدلة وطب الأسنان.

وعرَّفته الموسوعة العلمية لنظم المعلومات الصحية بأنه "نظم معلومات تتكون من حواسيب وبرمجيات وإجراءات وعمليات صُمِّمت على وجه التحديد لتجميع، ومعالجة، وتخزين، وإدارة المعلومات المرتبطة بمجال تقديم الرعاية الصحية، وذلك بهدف دعم القرارات الطبية والإدارية".

وعرَّفه Wager بأنه "نظام متكامل يحتوي على نظم فرعية تتكون من المعلومات، والعمليات، والأشخاص، وتقانة المعلومات، وهذه النظم يتفاعل بعضها مع بعضها الآخر لدعم منظمة الرعاية الصحية".

 

مكونات نظام معلومات المستشفيات:

إن نظام معلومات المستشفيات شأنه شأن أي نظام آخر يتكون من مدخلات وتشغيل ومخرجات. ومن التعريفات السابقة لنظم معلومات المستشفيات يتضح أن هذه النظم تتكون من نظم فرعية متكاملة يتفاعل بعضها مع بعضها الآخر في بيئة مفتوحة. تتكون نظم معلومات المستشفيات من نظم فرعية؛ أهمها:

  • نظام سجل المريض الإلكتروني.
  • نظم إدارة المرضى.
  • نظام معلومات المختبر.
  • نظام الصيدلية.
  • نظام معلومات الأشعة.
  • نظام أرشفة الصور الطبية.
  • نظام إدخال الأوامر الطبية إلكترونيًّا.
  • نظم دعم القرار.
  • التطبيب من بُعد.
  • نظام التعليم الإلكتروني.
  • النفاذ إلى المطبوعات وخدمات المعلومات.
  • نظام معلومات الصحة العامة.
  • نظام التمريض.

النظم الفرعية للنظام الصحي المحوسب:

يضم نظام المعلومات الصحي المحوسب العديد من الأنظمة الفرعية التي تخدم الرعاية الصحية بطريقة مباشرة وغير مباشرة أيضًا، ربما كان من أبرزها وأشهرها السجلات الصحية المحوسبة، ونظم الأرشفة الإلكترونية الطبية: الأشعة والمناظير التشخيصية، ونظم تخزين واستعادة المعلومات الصحية من أبحاث ومنشورات ومراجع على الشبكات الإلكترونية، ونظم الطب والرعاية الصحية من بُعد، ونظم أخرى متعددة. فيما يلي أهم نظم المعلومات الصحية المتطورة:

  • السجل الصحي الإلكتروني

يطلق عليه أيضًا السجل الطبي الإلكتروني أو سجل المريض الإلكتروني، ويُعد حجر الزاوية في أي نظام صحي محوسب، ويمثل نقطة مركزية تصب فيها وتنبثق منها قنوات عديدة من المعلومات المرتبطة بتقديم الرعاية الصحية للمريض.

لا تختلف السجلات الطبية الإلكترونية كثيرًا عن السجلات الورقية التقليدية في وظيفتها والهدف منها، لكنها تختلف كليًّا في طبيعتها وخواصها وإمكانات استعمالها وفوائدها، فهي تمتاز بدقة محتواها وسهولة الوصول إليها بفضل تكاملها مع مصادر المعلومات المختلفة في نظم شبكات المعلومات التي أدى استعمالها بالتبعية إلى تطور فكرة اللامركزية وتبادل المعلومات بين أكثر من مستشفى ومؤسسة طبية، عن طريق الإنترنت التي وفرت الاتصال بين الأطباء والمرضى في جميع دول العالم.

  • مكونات السجل الصحي الإلكتروني
  1. المعلومات الخاصة بالمرضى متكاملة ومتناسقة (معطيات شخصية، التشخيص، العلاج، التاريخ المرضي).
  2. نتائج الفحوص المخبرية (الدم، الهرمونات، الأنزيمات).
  3. صور رقمية لأجزاء الجسم (الأشعة السينية والمقطعية).
  4. مقاطع الفيديو الرقمية لوظائف أعضاء الجسم؛ كرسم القلب والأشعة التلفزية وأفلام قثطرة الشرايين وأفلام مناظير الجهاز الهضمي وغيرها.
  5. المعلومات التي تعتمد اعتمادًا مباشرًا بعمليات البحث العلمي والإحصائيات الطبية التي تخدم أنشطة المستشفى الفنية والإدارية.
  6. ربط السجل الصحي الإلكتروني بنظام إدخال الأوامر الطبية؛ مثل: الفحوص الطبية والوصفات الدوائية.

 

  • نظام معلومات المختبر

تطورت نظم معلومات المختبرات الطبية وأصبحت تطبيقات معقدة تجاري الاحتياجات الخاصة للمختبرات. وتكوِّن هذه النظم في الوقت الحاضر حجر الزاوية للسجلات الصحية الإلكترونية؛ إذ يعتمد الطبيب كثيرًا على نتائج التحاليل المخبرية لاتخاذ قراراته الحاسمة، وذلك لأن هذه النتائج تساعد على تشخيص المرض تشخيصًا صحيحًا، ومن ثَم تحديد الدواء والعلاج المناسبَين.

يعرَّف نظام معلومات المختبر بأنه "نظام برمجي يؤتمِتُ عمل مختبرات التحاليل الطبية، ابتداء من استقبال طلبات التحاليل وانتهاء بالحصول على النتائج وطباعتها ومعالجتها". ويقوم هذا النظام بتحديد العينات اللازمة للتحليل، وتوجيهها إلى الأقسام المختلفة للمختبر بحسب الاختصاص، وإرسال طلبات التحاليل إلى أجهزة التحليل المعنية وتحصيل النتائج منها.

بعض فوائد نظام معلومات المختبر:

  • صحة المعلومات المقدمة: يسهِّل نظام معلومات المختبر الحصول على إجابات عن الاستفسارات المتعلقة بتكلفة إجراء تحليل ما، وشروط أخذ العينة، وإمكان إجراء أحد التحاليل في المختبر.
  • توليد أوراق عمل: يقوم نظام معلومات المختبر بطباعة أوراق عمل تحوي أسماء المرضى وأسماء التحاليل المطلوبة، مصنَّفة بحسب الاختصاصات المتوفرة في المختبر. وهذا العمل يحتاج إلى وقت طويل إذا كان يدويًّا بسبب ضخامة عدد الطلبات اليومية.
  • موثوقية عالية في العينات المستعملة في التحليل: بسبب الكم الكبير من العينات المتداولة في المخابر الكبيرة، قد يخطئ العاملون في تحديد عائدية بعض العينات، فتكون النتيجة هي إجراء تحاليل لمريض باستعمال دم أو عينة مريض آخر، وهذا حتمًا خطأ فادح. يكمن الحل في تسجيل اسم العينة وتاريخها واسم المريض على هذه العينة قبل أخذها من المريض منعًا لحدوث هذا الخطأ، وهذا ما يحققه نظام معلومات المختبر بطباعة لاصقات تحتوي على المعلومات المذكورة على الأقل، مثل الرمز الرقمي الذي يُستعمل لتحديد هوية هذه العينة عند إجراء التحليل على أجهزة التحليل (barcode) ضمن المختبر.
  • تسريع تحميل أجهزة التحليل بطلبات التحليل: جميع التحاليل المطلوبة للمرضى تُلقَّن لأجهزة التحاليل الموجودة في المختبر بحسب الاختصاص. ومعلوم أن عملية التلقين المؤتمتة أسرع بكثير من اليدوية، ولا يحصل فيها أي خطأ أو نسيان.

نظام معلومات الأشعة:

يعرَّف نظام معلومات الأشعة بأنه "نظم حاسوبية متكاملة يستعملها قسم الأشعة لتخزين الصور الطبية المختلفة ومعالجتها وتوزيعها وعرضها على مزودي الخدمة الصحية رقميًّا". ويرتبط هذا النظام بالأجهزة الطبية الموجودة من جهة، ويتكامل مع الأنظمة الأخرى في المستشفى (كنظام معلومات المستشفى والسجل الصحي الإلكتروني) من جهة أخرى.

يعتبر نظام الباكس (نظام أرشفة ونقل الصور PACS = Picture & Archiving communication system) في المستشفى حلقة الوصل بين نظام المعلومات الصحي والمركز الطبي، وبين الأجهزة الطبية الرقمية؛ وهو النظام الوحيد القادر على تحصيل المعلومات الرقمية (من الصور والأفلام والرسوم) من الأجهزة الطبية من جهة، والاتصال بنظام المعلومات الصحي للحصول على المعلومات المسجلة للمريض وربطها بمعلومات الأجهزة الطبية من جهة أخرى.

وقد وُضعت مبادئ نظام الباكس PACS عام 1982 في اجتماع المتخصصين الإشعاعيين. وأما مدلول عنوانه فهي:

  • Picture الحصول على الصور أو الأفلام من الجهاز الطبي وتخزينها ومعالجتها رقميًا وتوزيعها وطباعتها.
  • Archiving تخزين الصور والأفلام على وسائط تخزين عالية السرعة وكبيرة الحجم.
  • Communication تقديم جميع خدمات الاتصالات اللازمة لنقل الصورة من الجهاز الطبي إلى تجهيزات نظام الباكس أو فيما بين التجهيزات والطرفيات المكونة له.
  • System الحزم البرمجية التي توفر الواجهات التخاطبية والوظائف البرمجية التي تمكِّن من الانتفاع بإمكانات النظام.

 

فوائد نظم المعلومات الصحية المحوسبة:

الفوائد الكمية: وهي الفوائد المالية التي يمكن قياسها بوضوح، والتي يمكن أن تعزى إلى استعمال تقانة معيَّنة. من ذلك مثلًا: استعمال نظام السجل الصحي الإلكتروني الموحد على مستوى الوطن، وتبادل المعلومات الإلكترونية بهدف نشر معلومات الرصد الوبائي لمرض محدد في الوقت المحدد دون إبطاء، مما يؤدي إلى اختصار الوقت وخفض التكلفة.

الفوائد الكيفية: وهي فوائد تعزى إلى نظم وتقانة المعلومات، ولكن يصعب تقديرها كميًّا. ولا تقاس هذه الفوائد إلا من حيث أثر التقانات في أداء النظم وكفاءتها؛ فالمعلومات الصحيحة، والنقل السريع للمعلومات، واتساع نطاق الوصول إلى المعلومات، والربط بين عناصر المعلومات كلُّها فوائد يصعب تقديرها كميًّا.

الفوائد الإستراتيجية: وهي فوائد كبيرة متوقعة لمنظمات الرعاية الصحية. وإضافةً إلى أن جميع المعلومات وتحليلها يعود بفائدة فورية على المنظمة، فإن هذه المعلومات تشكل على المدى البعيد أساسًا للبحوث الطبية والصحية وللتخطيط الإستراتيجي، حيث تَجمع السجلات الصحية الإلكترونية بين خدمة الاحتياجات الحالية للرعاية الصحية وخدمة الاحتياجات الطويلة الأمد.