بقلم أميمة الدكاك
مدير بحوث في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا
بداية كل عام وأنتم بخير
أرجو أن يكون العام 2021 عامًا خيِّرًا مثمرًا
يتناول العدد الحالي موضوع التعلم العميق، وهو أحد فروع التعلم الآلي الذي هو أحد محاور الذكاء الصنعي. تعتمد تقانة التعلم العميق على محاكاة طريقة عمل الدماغ البشري في معالجة المعطيات وبناء الأنماط لاستعمالها في حلِّ مسائلَ عديدة مثل: تعرُّف الكلام والصور والمشاعر وغيرها.
وبنفس الطريقة التي يتعلم بها الطفلُ الكلامَ من معطيات كثيرة يسمعها مِن حوله، ويحلِّلها من دون أن يعرف قواعد لغة الكلام، ومن دون إشراف، يقوم التعلم العميق بتصنيف المعطيات وكشف ما تتضمنه في طياتها من أغراض وخصائص من دون إشراف بشري، وذلك باستعمال ما يسمى (الشبكات العصبونية العميقة)، وبالاستفادة من المعطيات الكبيرة حولنا في كافة المجالات.
نعرض في ملف هذا العدد البنى الأساسية لتقنيات التعلم العميق ومتطلباته وما هو متاح بشأنه، إضافة إلى مجموعة مسائل جرى حلها باستعمال التعلم العميق؛ مثل: تتبع نظرات العين البشرية، وتعرُّف العواطف من معطيات الصوت والصورة، وتعرُّف الوجوه، والترجمة الآلية، وتركيب الكلام حاسوبيًّا. ونعرض أيضًا مجموعةَ أبحاث عن: البيانات المظلمة، وتحسُّس الطيف التعاوني، والحوسبة الضبابية في إنترنت الأشياء، إضافة إلى آخر أخبار الهاتف الخلوي والتقانات.
لا ننسى أن ندعو بالرحمة للمتألق "حسام عابد"، الذي افتقدناه، وكان له إسهام متميز في هيئة تحرير المجلة منذ بداياتها.