بقلم محمود الياس
محاضر ومدير مشاريع برمجية
تضجّ الأخبار التي تردنا يوميًّا بأضرار تلحق بالشركات نتيجة اختراقها معلوماتيًّا، فنسمع حينًا عن توقُّفٍ مؤقَّتٍ لشركةٍ ما عن العمل بسبب (فيروس الفدية)، وحينًا آخر عن تسرُّب بياناتها إلى بعض منافسيها، وثالثًا عن تضرُّر موقعها على الوب. وأصبح من الضروريِّ جدًّا إيلاءُ هذا الأمر الأهميَّة التي يستحقها بسبب الأضرار الكبيرة التي تلحق بالشركة والتي قد تصل بها إلى إفلاسها.
لذلك وجدنا من الأهميَّة بمكان أن نتناول في ملفِّ هذا العدد موضوعَ الاختراق الأخلاقي، الذي يتيح للشركة تَعرُّف الثغرات الأمنيَّةَ المعلوماتية وكيفيةَ سدِّها قبل أن يستغلَّها المخترقون الخبيثون لمصالحهم. فعرضنا في البداية تعريفَ الاختراق الأخلاقي وشروطه، وعرجنا في مقالٍ آخرَ على اختراق الشبكات اللاسلكية على اعتبارها شائعة جدًّا لدى الأفراد والشركات. وتناولنا كذلك موضوع اختراقات الهندسة الاجتماعية بسبب اعتمادها على العامل النفسي خصوصًا في التسلل إلى البيانات السرية والمهمة، وأفردنا مقالًا يتناول حماية أنظمة المعلومات من الهجمات الشبكية، التي تنبِّهنا على حقيقةٍ مفادها أنه مهما حاولنا أن نحميَ أنفسنا وشركاتنا من الهجمات وأن نسدَّ الثغراتِ الأمنيةَ لدينا، فلا بدَّ أن تَظهر ثغراتٌ جديدةٌ يَستغلها المخترقون لاقتناص المعلومات التي يسخِّرونها لأغراضهم الخبيثة. لذلك يجب العمل على الاستقصاء المستمر للثغرات التي لم تكن مكتشفة لسدِّها.
وغير بعيد عن موضوع الاختراق يتناول أحد المقالات موضوع الحرب السيبرانية استكمالًا للموضوع ذاته الذي عرضناه في العدد السابق لهذه المجلة. وعرضنا في هذا العدد مقالًا عن متطلبات المعرفة الأساسية لقياس موثوقية البرامج، كما تطرقنا إلى مجموعة من المواضيع المهمة في: النسخة السادسة من وايفاي، والتكنولوجيا في مواجهة الكوارث، والتسويق في الإنترنت (وهو موضوع قديم ومتجدِّد).
نتمنى أن تجدوا في هذا العدد المتعة والفائدة.