بقلم علي كاظم
باحث ومدرّس في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا
كان لدخول تقانة المعلومات والاتصالات (ICT) إلى كافة مجالات الحياة، الفضل في نشوء ظروف حياتية فضلى وعالَم يتمتع بالسلامة؛ فقد دخلت هذه التقانة إلى ميدان الصناعة فأثرت فيه وأثّر فيها. وبرزت أهمية المعلوماتية باعتبارها عاملًا اقتصاديًّا كبيرًا، وخصوصًا مع بداية الموجة الثالثة للتطور وظهور ما يسمى بالسلع الذكية. وخير مثالٍ على ذلك اندماج صناعة السيارات وصناعة تقانة المعلومات والاتصالات ( ICT) اللتين تضاعفتا في المدة الأخيرة بوتيرة سريعة، وذلك ابتداءً من اختراع نظام الإنذار في حالات الطوارئ للمركبات. ومرورًا بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ووصولًا إلى السيارات الذكية.
إن تزويد السيارات الحديثة بحواسيب خاصة بها (أو ما يسمى بوحدة التحكم الإلكترونية) - التي يمكن اعتبارها العقل المدبّر للسيارة، والتي تستقبل إشارات الحساسات المختلفة وأجهزة الاستشعار وتعطي الأوامر تلقائيًّا إلى الأجهزة المزوَّدة بها - قد ساهم في الاقتصاد في الوقود والوقت، إضافة إلى توفير مزيدٍ من الراحة والرفاهية للإنسان. وقد أدت قدرة هذه التقانة على جمع المعطيات وتوقُّع الأعطال النظامية إلى تقليل عدد الحوادث المرورية، إضافة إلى أنها عزَّزت الصلة بين قائد السيارة وركابها من جهة وبينها وبين محيطها من جهة ثانية. وقد أدى انتشار المركبات الموصولة شبكيًّا فيما بينها إلى تجنب التصادم، وأسهم وصلُ هذه المركبات بالمراكز المرورية في الانتقال إلى عالم النقل التشاركي وتحسين حركة المرور وتخفيف الازدحام في الطرقات، واقتراح مسارات بديلة بغرض الوصول الآمن والسريع.
ولم تعد الوظيفة الأساسية للسيارة بوصفها أداة تنقُّل هي الهمَّ الوحيدَ لمصنِّعي السيارات اليوم، بل يسعى هؤلاء - في سياق توظيف التقانة - إلى تطوير أسلوب الحياة العصرية المرفَّهة، وجعل السيارة آلة للتنقل الذكي تركز على الأداء والراحة والأمان وتمكِّن من تخفيض التوتر الناتج عن الانتقال اليومي، وتساهم في توفير أقصى درجات الراحة والرفاهية والأمان مع الحد من التلوث البيئي.
لقد أصبحت السيارات الذكية ذاتية الحركة، ويراها الخبراء نقلة نوعية في عالم السيارات، وسمة من سمات العصر التقاني الحديث. وقد أضحت واقعًا حقيقيًّا بعد أن كانت - حتى وقت قريب - قصة من قصص الخيال العلمي.