بقلم غسان سابا
مدير بحوث
الملخص
يعتمد نموذج أعمال غوغل اعتمادًا رئيسيًّا على الإعلانات على الخط online advertising؛ وقد ربحت غوغل 95 مليار دولار العام الفائت من بيع المعلومات الشخصية للمعلِنين.
من المعلوم أن غوغل ينتشر في كل مكان تقريبًا، وذلك بفضل خدماته العديدة: بدءًا من محرك بحثه الشهير، ومرورًا بخرائط غوغل ومتصفح كروم والجيميل Gmail وتقويم غوغل واليوتيوب، ووصولًا إلى نظام آندرويد وغيره. ومن المعلوم أيضًا أن غوغل يجمع بيانات مختلفة عن المستعملين للاستفادة منها إضافة إلى أنه يبيع جزءًا منها لمروجي الإعلانات.
فإذا كنت مهتمًّا ببياناتك الشخصية ولا تريد لها أن تنتشر أو تُستعمل دون علمك فيمكنك الاستفادة من إرشادات هذا المقال للبحث عن البدائل المحتملة التي تحمي خصوصيتك وتغنيك عن خدمات غوغل.
غوغل منتشر في كل مكان
ينتشر غوغل في كل مكان من دون أن ينتبه مستعملوه لذلك؛ فالإعلانات ضمن المواقع تعود إلى غوغل، وبرمجيات تحليل حركات المرور تعود أيضًا إلى Google Analytics. بل إن مجرد النفاذ إلى أي موقع على الإنترنت يعرضك للانكشاف من قبل غوغل ولو لم تستعمل خدماته.
فإذا أخذنا، على سبيل المثال، شخصًا لا يستعمل الجيميل لكن أحد أصدقائه يستعمله، فإن غوغل قادر على معرفة عنوان بريده الإلكتروني والرسائل التي يرسلها إلى هذا الصديق. لذلك، نستطيع القول إنه من الممكن تقليص الانكشاف على غوغل، لكن من الصعب جدًّا التخلص منه تخلصًا كاملًا دون الاستغناء عن الإنترنت.
تجدر الإشارة هنا إلى أن غالبية خدمات غوغل مجانية وجيدة ولا توجد خدمات تضاهيها من حيث الكلفة والجودة. نذكر من هذه الخدمات – على سبيل المثال – محرك البحث والبريد الإلكتروني.
يضاف إلى ما تقدم أن مجرد تغيير الخدمة من غوغل إلى شركة أخرى لا يحل مشكلة الانكشاف، لأن أغلب الشركات، تجمع بيانات مستعمليها لتستفيد منها أو لتبيعها لشركات أخرى بغرض الإعلانات. وهذا يعني أنك إذا لم تكن الزبون فأنت السلعة. فإذا أردت حماية بياناتك الشخصية فعليك أن تدفع مقابل الخدمة.
يجب أن نتذكر دائمًا أن خدمات غوغل تعمل معًا. فالملف الذي تخزنه ضمن Google drive يمكن تحريره باستعمال Google Docs ومن ثم ارفاقه ببريد Gmail. فإذا أراد أي شخص أن يستبدل جميع هذه الخدمات فإنه سيخسر هذا التكامل أيضًا.
استبدال محرك بحث غوغل
محرك بحث غوغل هو أكثر منتَج لغوغل قابل للرؤية، ولعله أساس نجاح شركة غوغل. لحسن الحظ، يوجد العديد من محركات البحث البديلة.
ومع أنه من الممكن استعمال محركَي Bing أو Yahoo لكننا لا نكون قد استفدنا شيئًا فيما يتعلق بالخصوصية، لأننا سنقع ضحية مايكروسوفت أو فيريزون (وهو المالك الجديد لياهو).
ننصح هنا باستعمال محرك البحث DuckDuckgo الذي يحمي الخصوصية والذي يعتبر نفسه مضادًا لغوغل Anti-google في الوقت نفسه.
الشكل 1 – محرك البحث duckduckgo
ومع أن هذا المحرك يعرض الإعلانات المتعلقة بموضوع البحث إلا أنه لا يسمح للمعلنين بتعقبك أبدًا، إضافة إلى أنه يحافظ على خصوصية سجلات بحثك.
وثمة عدد من محركات البحث التي لا تتعقب مستعمليها مثل WolframAlpha، وهو متخصص بالحسابات ويقدِّم أجوبة دقيقة ويزوِّد بمعرفة مفتوحة.
الشكل 2 – محرك البحث WolframAlpha
وبعض محركات البحث يقدِّم خدماته البحثية عن طريق مخدم وكيل Proxy Server فيمنع بذلك عمليات التعقب. من أمثلة هذه المحركات نذكر Startpage.
أما إذا كنت مولعًا بإنترنت الأشياء IoT فثمة محركات بحث متخصصة بها مثل: shodan.io و thingful.net.
استبدال غوغل كروم
استبدال غوغل كروم هو أسهل شيء ضمن هذه القائمة؛ فهناك عدة بدائل مثل: Firefox Quantum Mozilla و Safari و Microsoft Edge. علمًا بأن فايرفوكس الجديد بُني بمحرك قوي يضاهي أداء غوغل كروم، بل إنه يفوقه في بعض القياسات.
استبدال Gmail
البريد الإلكتروني منجم ذهب للمعلنين، لأنه قناة اتصال خاصة. فالمصرف – مثلًا – يتصل بك عن طريق بريدك الإلكتروني. لذلك يَعتبر غوغل علبَ البريد كملكية خاصة بالشركة تحلِّلها باستعمال برمجيات متطورة لتكوين معرفة دقيقة عنك. يَستعمل Gmail حاليًّا قرابة 1.4 مليار شخص. وكما قال إيريك شميدت المدير التنفيذي في غوغل عام 2010: "نعرف أين أنت. ونعرف أين كنت. ونستطيع أن نعرف إلى حد ما بماذا تفكر."
لتطبيق Gmail عدد من المشاكل المتعلقة بالخصوصية؛ فمثلًا عندما تحمَّل الإضافات من نوع Add-ons ضمن حساب البريد الإلكتروني، فإن صاحب هذا البريد يمنح عمليًّا مطوري هذه الإضافات الخارجيين حرية نفاذ كاملة إلى علبة بريده.
أما بديل Gmail، فهو: mail.com أو protonmail.com أو Yandex Mail وجميعها يحقق الخصوصية، لكن بعضها غير مجاني ولا يفلتر رسائل الإعلانات spam كما يفعل Gmail.
في حال الاهتمام بأمن الرسائل وتعميتها، يمكن التفكير بخدمة protonmail التي تقوم بتعمية الرسائل المتبادلة باستعمال RSA, AES و OpenPGP، ولها نسخة للهاتف المحمول أيضًا. أضف إلى ذلك أن جميع مخدمات protonmail موجودة في سويسرا، وهذا ما يجعلها خاضعة لقوانين الخصوصية السويسرية.
الوظائف الأساسية التي توفرها:
- التعمية من نهاية لنهاية End-to-End Encryption آليًّا
- البريد الإلكتروني المغفل Anonymous Email؛ أي لا تحتاج إلى التعريف بنفسك حتى تعرف علبة البريد
- نظام مفتوح المصدر ومجاني
استبدال خرائط غوغل Google Maps
يمكن لمستعملي Apple استعمال Apple Maps. أما مستعملو آندرويد، فكان بإمكانهم استعمال Waze إلا أنها صارت مملوكة لغوغل. لذا يمكنهم استعمال OpenStreetMap المجانية والمفيدة جدًّا في تحديد الاتجاهات لا في حركة المرور. أما Binq Maps فإنها بديل ممكن لكنها مِلكٌ لمايكروسوفت.
استبدال تقويم غوغل Google Calendar
لما كان التقويم لا يعتمد عادةً على وظائف أو خدمات أخرى، فإن عملية الاستبدال سهلة.
الخيار الأول هو التقويم المدمج ضمن Outlook أو النسخة المجانية المتاحة لأي شخص له حساب في مايكروسوفت. وكذلك تقدم Apple خدمة Icloud Calendar لأي شخص له حساب في ICloud. ويمكن أيضًا الاعتماد على التقويم المدمج مع نظام التشغيل، ولكن من دون مزامنة الأحداث وتحقيق التكامل مع خدمات أخرى.
استبدال يوتيوب Youtube
في الحقيقة، لا يوجد أي بديل منافس ليوتيوب يوفر مشاهدة الفيديو على الخط online. غير أنه يمكن الاعتماد على dailymotion الذي يشبه يوتيوب في مظهره مع توفير إمكانات البحث والمشاركة ورفع ملفات الفيديو. وكذلك فإن فيميو Vimeo يُعد بديلًا جيدًا لاستضافة الفيديو، لكنه موجه للمحترفين.
استبدال وثائق غوغل Google Docs
إن وثائق غوغل هي أول وثائق تعاونية (تشاركية)، لكنها لم تعد الوحيدة الآن؛ فلشركتَي مايكروسوفت وآبل نسختان مجانيتان على الخط online هما على الترتيب: Office و iWork، ولا يحتاج المشترك إلَّا إلى فتح حساب للدخول.
ومع أنه يوجد العديد من البرمجيات المتاحة والمجانية إلا أنه من غير المعقول إقناع جميع أفراد فريق العمل باستعمال برمجية لم يسمعوا بها من قبل.
استبدال قرص غوغل Google Drive
التخزين السحابي ليس حكرًا على غوغل، بل يوجد العديد من خدمات التخزين السحابي المجانية المتوفرة. نذكر منها Drpbox و Box.com الذي يقدم خدمة مشاركة ملفات على مستوى المؤسسات ويتيح التعاون بين أعضاء فريق العمل.
فإذا رغبت بقرص يوفر – مجانًا – تعمية بياناتك أثناء نقلها وعند تخزينها، فيمكنك التفكير في موقع sync.com.
التخلص من غوغل ضمن هاتف آندرويد
الشكل 3 -- التخلص من غوغل
لا تخلو هواتف آندرويد من بصمات غوغل في جميع أجزائها؛ بدءًا من مخزن التطبيقات Play Store وانتهاء بزبون البريد الإلكتروني Gmail ومتصفح الوب الافتراضي Chrome، و Google Now. ولحسن الحظ، فإن نظام آندرويد مفتوح كفاية بحيث يتيح التخلص من معظم تطبيقات غوغل بغية حماية بياناتك الشخصية.
استبدال Play Store
إن التخلص من تطبيق Play store يحد من التطبيقات التي يمكنك تحميلها، ولكنه الحل الوحيد لمنع غوغل من متابعة أي تطبيق تقوم بتحميله. من التطبيقات البديلة Amazon Appstore، فهو مخزن شامل لمعظم التطبيقات الموجودة على غوغل. يمكنك أيضًا استعمال F-droid، فهو بديل مناسب ويُعد مخزنًا للبرمجيات المجانية المفتوحة المصدر. وكذلك يمكن استعمال Samsung Apps لممتلكي هواتف Galaxy.
استبدال متصفح الوب
يجري عادة تضمين مجموعة من متصفحات الوب مع نظام التشغيل. يمكن تغيير المتصفح الافتراضي من كروم إلى متصفح آخر حسب نوع الجهاز، ويمكن أيضًا تحميل متصفحات بديلة مثل Firefox for Android أو Opera أو Dolphin.
استبدال زبون البريد الإلكتروني Email
تأتي غالبية أجهزة الهاتف النقال الذكية مع بدائل لتطبيق Gmail مثبتة سلفًا ضمن نظام التشغيل. فإذا كانت هذه التطبيقات لا تناسب احتياجاتك فيمكنك التفكير في بعض البدائل مثل K-9 Mail أو Molto، أو اللجوء إلى تطبيقات Yahoo Mail أو Outlook أو غيرها.
استبدال دفتر العناوين Contacts
إن استبدال دفتر العناوين يمنع المزامنة مع مخدمات غوغل. لذا يمكن استعمال Contacts+ الذي يتيح تحقيق المزامنة بين التطبيقات. يوجد أيضًا تطبيق Addappt الذي يقوم بتحديث المعلومات آليًّا.
استبدال الخرائط
إن جميع الهواتف النقالة قادرة على بث أمكنة وجودنا في أي لحظة. وهذا يجعل قرار اختيار أداة الملاحة Navigation tool أحد أهم الخيارات للمحافظة على الخصوصية قدر المستطاع. يخزن غوغل ويستعمل جميع بيانات الأمكنة التي ترسل إلى مخدماته. لذلك يمكن اللجوء إلى تطبيقات بديلة عن خرائط غوغل وتطبيقاته مثل NavFree أو MapQuest.
استبدال Google Now/Voice Search
يُعد تطبيق Google Now أحد ابتكارات غوغل الجديدة، ومع أنه مناسب جدًّا إلا أنه يجمع الكثير من البيانات والمعلومات عن الأشخاص بغية التحليل والمعالجة. لا يوجد بديل مناسب عن Google Now. أما بديل Voice Search فهو Robin أو Skyvi. وقد أنتجت سامسونغ بديلًا مناسبًا هو Samsung S-Voice.
هذا وإن لكل تطبيق ميزاته وسيئاته مقارنة بتطبيق غوغل، لذا يجب تجريب هذه التطبيقات واختيار المناسب منها.