بقلم اسكندر منيف
باحث في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا
لا يخفى على أحد أهمية الدور الذي تؤديه المعلوماتية في مجال التعليم والتعلّم بكل مستوياته الجامعية وما قبل الجامعية. وقد برزت أهمية التعليم من بُعد بالإنترنت بقوة في السنتين الأخيرتين بعد تفشي فيروس covid-19، حيث تنادت الجامعات والمؤسسات التعليمية ومراكز التدريب إلى اعتماد التعليم بالإنترنت. وبالفعل نجحت بعض هذه المؤسسات نجاحاً باهرًا في التحول ودمجت التعليم الإلكتروني في مساقاتها التعليمية التقليدية، وأصبح كثير من مساقات التعليم المتخصصة تُدرَّس بتمامها بالإنترنت، على حين أخفقت بعض المؤسسات في هذا المسعى نتيجة لعدم جاهزيتها في التحضير لهذا التحوّل. لا بد لنا اليوم من إعادة تقييم هذه التجربة والأخذ في الحسبان الدروس المستفادة منها.
إن "انفجار المعلومات" والتطورات المتسارعة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات والتغيرات السريعة في المجتمعات واعتماد فكرة التحول الرقمي واقتصاد المعرفة، كل ذلك فرض تحديات متزايدة في مجال تطوير التعليم الجامعي وما قبل الجامعي وضرورة الاهتمام بتطبيق أساليب حديثة ومبتكرة، إضافة إلى تأهيل المؤسسات التعليمية لتحقيق الابتكار والتنافس في المجالات التقنية ونشر ثقافة الإبداع والابتكار.
أفردنا ملف هذا العدد للحديث عن المعلوماتية والتعليم بوجه خاص، حيث تناولت المقالات موضوعات متنوعة تتعلق بالتحديات البازغة في التعليم والواقع المعزز والتعلم الآلي في التعليم الهندسي وتعليم اللغات، لا سيما تحديات القرن الحالي في مجال تعليم علوم الحاسوب. وتطرقنا في هذا العدد إلى أهم عقبات التحوُّل الرقمي في مجال التعليم العالي.
يتضمن هذا العدد ثلاثة مقالات أخرى: حلول الذكاء الصنعي وأولوياته في عالم الأعمال، واستشراف إمكان الحوسبة على المركبات الذاتية القيادة ضمن بيئة إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني والخدمات المصغرة. يُضاف إلى ذلك طائفة بآخر الأخبار المحلية والتقنية.
تتمنى لكم أسرة التحرير كل الفائدة في هذا العدد من مجلة المعلوماتية.