ملف العدد
التقنيات الحديثة لتحسين نتائج محركات البحث
العدد 149 | تشرين اﻷول (أكتوبر)-2019

بقلم محمود الياس
محاضر ومدير مشاريع برمجية

يسعى المسؤولون عن المواقع الإلكترونية إلى الترويج لمواقعهم بشتى السبل، وبالطبع تحتلّ تقنيّات تحسين (استمثال) نتائج البحث Search Engine Optimization – SEO مكانًا مرموقًا في هذا الشأن. واعتمد مسؤولو المواقع على هذه التقنيّات لجعل عناوين مواقعهم الإلكترونية تحتلّ الصفحة الأولى من نتائج البحث قدر الإمكان. إلا أن هذه التقنيّات في تغيّر مستمرّ، ويتقادم بعضها أحيانًا، لذلك يجب المثابرة على الاطلاع على المتغيّرات في تقنيّات SEO للحفاظ على المستوى المطلوب بين المنافسين حولنا.

نسلّط الضوء في هذا المقال على أفضل وأحدث تقنيّات محسّنات نتائج البحث في محاولة لتحسين التصنيف وزيادة عدد زائري الموقع الإلكتروني شهريًّا.

ابدأ بالتعرّف على تصنيف موقعك الإلكتروني

توجَّه إلى مدقّق تصنيف الكلمات الرئيسيّة Keyword Rank Checker؛ وهي أداة يمكن استعمالها لتحديد تصنيف الصفحات استنادًا إلى البحث عن الكلمات الرئيسيّة:

رسم توضيحي 1– مدقّق تصنيف الكلمات الرئيسيّة

 

والآن، بات من الأهميّة بمكان تحسين تصنيف موقعك، ولنبدأ ببعض التقنيّات المهمّة.

تحسين تجربة المستعمل ضمن كامل الموقع

يسعى محرّك البحث إلى عرض أفضل النتائج للاستفسار الذي أطلقه المستعمل، فإذا كانت النتيجة غير مناسبة وذات جودة منخفضة، فلن تلجأ إلى استعمال هذا المحرّك مستقبلًا، لأنه يعطي نتائج غير مقبولة. لذلك عليك التفكير بذلك دومًا عندما تسعى إلى تحسين تصنيف موقعك. فإذا لم تكن جودة موقعك عالية، فلماذا سيورّط محرك البحث نفسه برفع تصنيفك، وبالتالي تخفيض سمعته؟

لا أحد يفضِّل العثور على موقع يحتاج إلى وقت طويل جدًّا لتحميله، فهذا يرفع معدّل الارتداد [i]Bounce rate. وهناك أدلة تشير إلى أن عملاق محرك البحث غوغل Google يكافئ المواقع التي لديها معدلات ارتداد منخفضة مع تصنيف صفحات أعلى.

سبب ذلك أنه إذا كان المستعمل يقضي وقتًا أطول على الصفحة، فمن المحتمل أن يكون ذلك لأنه وجد الصفحة مفيدة. ونظرًا لأن محركات البحث تريد فقط تقديم أفضل النتائج الممكنة لمستعمليها، فإنها ستدفع المواقع ذات المشاركة القوية إلى أعلى في صفحات نتائج محرك البحث.

لذلك يجب عليك السعي إلى تحسين ما يسمّى تجربة المستعمل user experience، وهو ليس بالأمر السهل طبعًا، لكن باتباع التقنيّات التالية ستتمكن من تحسين تجربة المستعمل، وإعطاء تصنيف موقعك دفعة مهمّة نحو الصفحة الأولى من النتائج:

اجعل مشاركاتك سهلة القراءة

لكي يحظى موقعك بتصنيف عضوي [ii]عالٍ، يجب تنظيم الموقع ليصبح سهل القراءة. وذلك بالأخذ بمجموعة من النصائح تتلخص بما يلي:

  • فقرات أقصر. اعتمد عمومًا على فقرات مؤلّفة من ثلاث أو أربع جمل، ولا بأس أحيانًا من استعمال جملة واحدة فقط، لكن باعتدال، وإلا سيبدو النص كما لو أنه تعداد. والفقرة هي مجموعة من الجمل المترابطة تدور حول فكرة واحدة، بحيث إذا وُزِّعت فقرة واحدة إلى عدّة أسطر لبدى الموضوع مجزّأً صعب الفهم.
  • أطوال مختلفة للجُمل. يصعب تتبّع الجمل الطويلة على شاشة الهاتف أو الحواسيب، لكن لا بأس باستعمالها إذا مُزجت بجمل أخرى متوسطة أو قصيرة.

إليك مثالًا رائعًا عن كيفية تنوّع بنيات الجملة لتسهيل القراءة:

هذه جملة من خمس كلمات. وهذا مزيد من خمس كلمات. الجمل من خمس كلمات رائعة. لكن الكثير منها يصبح رتيبًا. أصغِ لما يمكن أن يحصل. الكتابة هكذا تأخذ منحىً مملًّا. هي تشبه أسطوانة معطوبة وعالقة. تحتاج الأذن إلى بعض التغيير لتطرب.

 

والآن أصغِ. غيّرت أطوال الجمل، وأضفت بعض الموسيقى. لها إيقاع لطيف، وتناغم جميل. استعملت جملًا قصيرة. وكذلك استعملت جملًا متوسطة الطول. وفي بعض الأحيان، عندما أكون متأكدًا من راحة القارئ، أشركه بجمل ذات طول لا بأس به، ممتلئة بالطاقة، تحطّم الرتابة والملل، فهذا مهم.

 
  • العناوين الفرعية. هل تعلم أن الشخص يقضي ما معدّله 37 ثانية فقط لقراءة مقطع من محتوى في الإنترنت؟ لكن يمكنك زيادة هذا الوقت كثيرًا بتضمين المحتوى بعناوين فرعيّة تسهّل مسح المقال بالكامل. استعمل الكثير من العناوين الفرعية الواضحة والغنية بالمعلومات لتوجيه القراء إلى أسفل الصفحة، جنبًا إلى جنب مع نقاط الاتصال التي يجري تأكيدها بخط عريض. يجب أن يكون القراء قادرين على مسح المقال والحصول على جوهر ما تتحدث عنه.
  • التعداد النقطي. عندما يكون لديك الكثير من البيانات والإحصائيات والحقائق والأفكار والأمثلة مجموعة في فقرة واحدة، فإنه يسهل قراءتها عند إدراجها ضمن تعداد نقطي.
  • مساحات بيضاء وصور. عندما تزور صفحة ويب وتُستقبل بجدار نص ضخم، قد تشعر بالصدمة. امنع زوار موقعك من الانهيار بتقسيم الأجزاء الكبيرة من النص باستعمال الوسائط الداعمة ذات الصلة، كالصور ومقاطع الفيديو والرسوم البيانية (إضافة إلى التعداد النقطي والعناوين الفرعية).
  • كتابة محتوى جيد. لا معنى لكل النقاط السابقة إذا كانت كتابتك سيئة. والكتابة الجيدة ليست بالضرورة في طول الفقرة أو الجملة، ونقاط التعداد، والعناوين والصور؛ وإنما هي التي تحتوي أفكارًا عظيمة وتوصلها إلى القارئ بطريقة مقنعة.

استعمال تقنية "لواء الدلو" لإثارة الاهتمام

في الأصل، "لواء الدلو" هي سلسلة من الأشخاص يمررون دلاء الماء من شخص لآخر لإخماد الحريق، وذلك بوجود عدد قليل من الدلاء. والآن هي تقنية لكتابة النصوص مصممة لجذب اهتمام القارئ، ومن ثم إبقاؤه لقراءة بقية صفحتك (لتقليل معدل الارتداد)، تمامًا مثل تدفق الدلاء إلى أسفل الصفحة.

وهي تنطوي أساسًا على تقسيم الفكرة الواحدة إلى جمل متعددة باستعمال (كلمة) أو (عبارة تحريك)، ثم إنهاء الجملة بنقطتين لجذب الاهتمام. فمثلًا، يمكنك وضع بعض من العبارات التالية لتطبيق هذه التقنية:

  • ربما تتساءل:
  • الجواب هو:
  • ربما تفكر بما يلي:
  • إليك الصفقة:
  • من الأفضل أن:

اكتب بنمط الهرم المقلوب

تعني هذه الطريقة طرح المعلومات الأكثر أهمية في الجزء العلوي من المقالة، وإتباعها بمعلومات أقل أهمية. ولما كان القرّاء يميلون إلى المسح ونادرًا ما يصلون إلى أسفل المقالة، فمن المنطقي أن تعطيهم ما يريدون بمجرد وقوعهم على الصفحة.

رسم توضيحي 2–بنمط الهرم المقلوب

 

تحليل وتحسين تصاميم الصفحة الحالية

في كثير من الأحيان، تنجم نسبة الارتداد المرتفعة عن سوء تنظيم وتصميم الصفحة. وليس من السهل اكتشاف هذا الأمر. لكن يمكنك الاعتماد غالبًا على عدّة أدوات برمجيّة تساعد على تحليل الصفحة، وتقديم نصائح للتحسين.

توفر هذه الأدوات ما يسمى بخريطة الحرارة heatmap، التي تمثّل أماكن نقر المستعمل ضمن الصفحة، وكذلك خريطة التمرير scrollmap، التي توضّح مدى نزول المستعملين ضمن الصفحة قبل مغادرتها. وبنتيجة هذه الخرائط يمكن تصحيح التصميم بتغيير مواضع أجزاء من الصفحة إلى أحد الاتجاهات ضمنها. وكذلك تقدّم بعض النصائح بتغيير ألوان بعض العناصر ضمن الصفحة، أو تغيير بعض النصوص. راجع Crazy Egg أو Optimizely أو Google Optimize أو User Testing وغيرها للاطلاع على هذه الأدوات وعلى النصائح التي يمكن أن تسديها لك في تعديل تصميم الصفحة.

 

سرعة الموقع

في عام 2010، أعلنت غوغل أنها ستعتمد سرعة الموقع باعتباره عامل تصنيف. وبعد مرور الوقت، عادت الآن وأكّدت استمرار أهمية سرعة الموقع، وذلك لأن لسرعة الموقع دورًا كبيرًا في تحسين تصنيف محركات البحث، فزوار الموقع يتذمرون من الانتظار طويلًا للوصول إلى المعلومات التي يبحثون عنها.

تشير الإحصاءات إلى أن العتبة المقبولة لمواقع التجارة الإلكترونيّة هي ثانيتان. لذلك عليك زيادة سرعة موقعك، ليس لإرضاء غوغل أو سواها فحسب، بل لتطوير عملك وزيادة التحويلات والعمليّات عن طريق موقعك. وللفت الانتباه إلى أهميّة هذا العامل، تبيّن الاستبيانات أن 79% من متسوّقي الوب الذين واجهوا مشاكل في أداء موقع ما لا يعودون إليه مرة أخرى.

كيف السبيل إذن إلى زيادة سرعة الصفحة لإقناع غوغل وباقي محركات البحث لمنح تصنيفات أعلى والحصول على المزيد من الزبائن؟ إليك بعض النصائح:

• تصغير الرماز البرمجي غير الضروري في صفحتك

• تقليل توقيت استجابة الخادم

• تمكين التخزين المؤقت للمتصفح

• ضغط الصور لتخفيض حجم الصفحة بنسبة 30-40 ٪ باستعمال أدوات الضغط مثل Kraken.

الارتقاء بالبحث الصوتي

هل تعلم[iii] أن ما يقارب 50٪ من عمليات البحث ستكون عن طريق الصوت بحلول العام المقبل؟ نعم هذا صحيح؛ فنصف الأشخاص الذين يتوجهون إلى غوغل لا يكتبون استفساراتهم، بل يستعملون جهازًا مساعدًا صوتيًّا للقيام بهذه المهمة. فإذا كنت تعتقد أنك لست بحاجة إلى إدخال ذلك في استراتيجية تحسين نتائج محركات البحث لديك، فأنت مخطئ. فقد ساعد التطوّر التقني في مجال تعرُّف الصوت على انتعاش مجال البحث عن طريق الصوت، وأصبح انتشاره واسعًا، وخصوصًا في شريحة الشباب والناشئة.

للباحثين الصوتيين عادات مختلفة عن الباحثين عن النصوص، والأجهزة التي يستعملونها تأخذ البيانات من صفحات نتائج محرك البحث Search Engine Result Pages - SERPs لإعادة المعلومات من صندوق المقتطف المميّز[iv] باعتبارها أجوبة.

رسم توضيحي 3– صندوق المقتطف المميّز

رسم توضيحي 4- يعتمد الباحثون باستعمال الصوت على عدد أكبر من الكلمات

 

على سبيل المثال، قد يكتب الباحث عن النص "طعام القرش"، على حين أن البحث القائم على الصوت يجنح لاستعمال عبارات أكثر طولًا مثل "ماذا تأكل أسماك القرش؟".

وبناءً على ذلك، يجب تغيير منهجية إنشاء محتوى الموقع وفق الإجراء الآتي:

  • اختر عبارة رئيسية طويلة مؤلّفة من عدّة كلمات؛ مثلًا "كيف تغسل سيارتك؟".
  • جد 2-5 عبارات أخرى ذات علاقة بالموضوع؛ مثلًا "دليل غسل السيارات" و "خطوات لغسل السيارات".
  • ضمّن موقعك بمحتوى جيد بالمقارنة مع المواقع التي تحتل تصنيفًا متقدّمًا، مع أخذ إجراءات كتابة المقالات بالاعتبار.
  • أنشئ روابط خلفية إلى موقعك.
  • راقب تصنيف موقعك.

التركيز على مجموعات الموضوعات بدلًا من الكلمات المفتاحية

لم يعد الاعتماد على الكلمات المفتاحية كافيًا وحده لإيجاد الموقع المناسب الذي يبحث عنه الباحث ضمن محرك البحث، فلا بد من معرفة ما يريده المستعمل حقًّا بدلًا من صياغة عبارة بعدة طرق في محاولة لتقليد ما يمكن للمستعمل كتابته. ومن ثَم يجب أخذ النقاط التالية بالحسبان:

  • معرفة الجمهور الذي تستهدفه: يعتمد نوع المحتوى الذي ستنشئه اعتمادًا كليًّا على جمهورك. فكلما زادت معرفتك بهم وبمواقعهم وبأعمارهم وباهتماماتهم وما إلى ذلك، كان المحتوى الذي ستقوم بإنشائه أفضل.
  • تنظيم المحتوى في مجموعات: بدلًا من التركيز على الكلمات الرئيسية المستقلة، نظّم كامل المحتوى في مواضيع مختلفة. إذ يعمل نموذج مجموعة الموضوعات، عن طريق تقسيم المحتوى إلى موضوع ومجموعات باستعمال:
    • صفحة الأعمدة – تحوي موردًا كبيرًا مؤلفًا من أكثر من 2000 كلمة، ويوفّر رؤية شاملة لموضوع واحد.
    • المجموعات – تحوي صفحات أصغر ومرتبطة بالصفحة الرئيسية. وهي تشرح أقسامًا معينة بمزيد من التفصيل.
  • كلمات البحث الرئيسية، واستعمالها باقتضاب: بالطبع لا زال الاعتماد على الكلمات الرئيسية مهمًّا. إذ يعدّ تنظيم المحتوى موضوعيًّا أمرًا مهمًّا للغاية، ولكن من الخطأ تجاهل الكلمات الرئيسية تمامًا، فما زالت محرّكات البحث تعتمد عليها لإعطاء تلميحات فيما يتعلق بطبيعة المحتوى على موقع الويب.

رسم توضيحي 5– مجموعات المواضيع بدلًا من الكلمات الرئيسية

 

نافِس بالفيديو الذي تنشئه باستعمال تقنيّات تحسين نتائج محركات البحث يوتيوب

وفقًا لشركة Forbes، يُعدّ يوتيوب YouTube ثاني أكثر محركات البحث شيوعًا مع أكثر من 3 مليارات عملية بحث شهريًا، وهو بذلك يتجاوز مجموع عمليات البحث في Bing وYahoo وAOL. لذلك إن كنت مهتمًّا بمقاطع الفيديو، فعليك أن تحسّن هذه المقاطع لتناسب تقنيّات تحسين نتائج البحث في يوتيوب.

تمامًا مثل غوغل، تعمل خوارزمية يوتيوب على فهم معلومات حول الفيديو الخاص بك: اسم الملف والعنوان ووصف المحتوى الذي قمت بتحميله؛ كل هذه العناصر تؤثر على تصنيفاتك في بحث يوتيوب. لذلك عليك الاهتمام بما يلي:

  • عنوان الفيديو: تُعتبر صياغة عنوان فيديو مقنِع عملًا مهمًّا. هناك طريقة لذلك تتمثّل في استعمال كلماتك الرئيسية في بداية العنوان، ثم إضافة عنوان فرعي بعد علامة النقطتين لزيادة النقرات على الفيديو. إليك مثالًا على ذلك:

رسم توضيحي 7– طريقة اختيار عنوان لمقاطع الفيديو التي تشرح تقنيّات تحسين نتائج محرّكات البحث

 

  • وصف الفيديو: نظرًا لأن العناكب على يوتيوب لا يمكنها "قراءة" مقاطع الفيديو، فسوف تعتمد على الوصف المكتوب لتحديد محتوى الفيديو فعليًّا. ولكن بدلًا من مجرد إلقاء بعض الكلمات الرئيسية المستهدفة، حاول إنشاء منشورات قصيرة تصف محتوى الفيديو بالتفصيل. وهذا يساعد محرّك البحث (إضافة إلى قرّائك) على تحديد ماهيّة هذا الفيديو.
  • طول الفيديو: يعتمد طول الفيديو على المحتوى المطلوب. فوجود فيديوهات قصيرة جدًّا لشرح موضوع معقّد قد لا يغري الباحث عنه، فهو لن يتوقّع وجود محتوى مهمّ. لكن ذلك ليس صحيحًا دومًا، فالفيديو الطويل الذي يشرح موضوعًا بسيطًا قد يكون مضيعة للوقت.
  • صورة مصغّرة مخصّصة Custom thumbnail: يجب تقديم شيء ذي قيمة للباحث عن المعلومة لكي يطلب استعراض الفيديو. وعدد مرات الاستعراض ترفع من تصنيفه. والصورة المصغّرة التي تمثّل الفيديو قد تلفت انتباه الباحث، أو قد تنفّره وتبعده عن استعراض الفيديو.

 

 

بناء مجموعة متنوعة من الروابط الخلفية

الروابط الخلفية backlinks هي أهم عامل يعتمد عليه محرّك البحث في تصنيف المواقع. لكن لا تعتقد أنّ أي رابط إلى موقعك مهمّ. فالروابط المنخفضة الجودة كتعليقات المدونات والروابط المدفوعة يمكن أن تلحق الضرر بنشاط الموقع. على حين أن الروابط المكتسَبة عن طريق المحتوى العالي الجودة والتواصل والتسويق المؤثر تكون فعالة جدًّا.

ومع ذلك، إذا كان ملفك الشخصي للروابط الخلفية ممتلئًا بروابط عالية الجودة، فهذا مثير للريبة، وهناك فرصة لوضع علامة على موقعك الإلكتروني للمراجعة اليدوية. وأفضل طريقة لمنع حدوث ذلك هي تنويع ملف تعريفك بالروابط الخلفية. لكل رابط مذهل تقوم بإنشائه، قم بإنشاء خمسة روابط أخرى ذات جودة متوسطة. ستنتهي بمجموعة متنوعة من الروابط التي تشير إلى موقع الويب الخاص بك. فهذا سيجعل موقعك بكامله يبدو أكثر طبيعية.

إحكام السيطرة على التحسين الفني

هل يصنِّف غوغل موقعك في مرتبة متقدمة إن كان يحوي الكثير من الأخطاء والمشاكل التقنية؟ بالطبع لن يفعل. وعليك أن تحكِم السيطرة على موقعك فنيًّا لتتلقّى تصنيفًا جيّدًا. وهناك مجموعة من النصائح التي يَحسُن مراعاتها:

  • الانتقال إلى HTTPS: فهو النسخة الآمنة من البروتوكول HTTP، وقد بدأت غوغل بتحذير المستعملين عند زيارتهم لمواقع ويب لاستعمال البروتوكول HTTPS، لذلك عليك إعداد العدّة للانتقال سريعًا لاعتماده.
  • تصحيح العلامات الدلاليّة: هذه العلامات هي في الأساس علامات HTML، يمكن أن تساعد في تأكيد المعلومات الأساسية على موقع الويب. إنها تخبر أدوات غوغل عن دلالة الصفحة دون الحاجة إلى تفسير كل كلمة في الصفحة. فعلامات العناوين مثلًا تساعد على تقديم شرح موجز عن المحتوى؛ إذ إن استعمال العلامة <h1> تعبّر عن عنوان الموضوع الأساسي، و<h2> تدل على عناوين فرعيّة.
  • إصلاح أخطاء عدم وجود الصفحة “page not found” بتنفيذ إعادة توجيه: يعدّ اتباع رابط يؤدي إلى صفحة 404 مع النص "خطأ: لم يتم العثور على الصفحة" طريقًا مسدودًا، ولن يعجب ذلك أحدًا. لذلك من مصلحتك إصلاح هذه الصفحات المعطلة أو المفقودة وإعادة إشراك المستعملين بأسرع ما يمكن. بادئ ذي بدء، حدّد أماكن الروابط الخلفية التي تشير إلى صفحة خطأ مزعجة 404 وحاول إزالتها، فهذه الروابط تؤدّي إلى موقعك، لكن مع طريق مسدود! ستحتاج إلى إعادة توجيه الصفحة إلى صفحة أخرى أكثر أهميّة وغير محبِطة وقريبة لما كان متوقعًا.

استهداف الباحثين المحليين عن طريق الصفحات والقوائم المحلية

ما يقرب من نصف (46٪) عمليات البحث على غوغل هي من أشخاص يبحثون عن معلومات محليّة، يمكن أن تشمل: المتاجر المحلية، ساعات العمل، أرقام الهاتف، عناوين، وغيرها. ويمكنك الاستفادة من ذلك باتباع بعض النصائح لجذب السكان المحليين ليصبحوا عملاء لك، ومن ثَم دعم تصنيفك.

عليك أولًا التأكّد جيّدًا من القوائم المحليّة لديك. فبالرغم من قوّة بعض الشركات الكبرى مثل Google وBing، إلا أنه لا يمكن لها التواجد في كل مكان، ومن ثَم ستعتمد على المواقع التي تحوي القوائم المحلية للأماكن والأشياء التي يبحث الناس عنها عادة، وهذا دعم كبير لهذه المواقع. لكن وجود أخطاء في القوائم المقدّمة سيصرف الناس عنها ويعطي انطباعًا سيئًا عن المعلومات الموجودة فيه.

خاتمة

يعتمد تصنيف موقعك في صفحات نتائج محركات البحث على مجموعة من العوامل. تبدأ من جودة الموقع من حيث المحتوى والتصميم والمستوى التقني الجيد له، إضافة إلى توجيه المستعملين بروابط جيّدة تدلّ عليه وعلى محتواه الغني والخدمات التي يمكنه تقديمها. ولا ننسى الاهتمام بمقاييس عدد من محرّكات البحث الشهيرة مثل غوغل ويوتيوب لأنها ستؤدّى في النهاية إلى انتشار أوسع وإقبال أرحب على الموقع، ومن ثَم الارتقاء بتصنيفه.



[i] معدّل الارتداد bounce rate يمثّل عدد الزوار الذين زاروا الموقع ثم غادروا (ارتدّوا) بدلًا من زيارة باقي صفحات الموقع. فكلما ارتفع هذا المعدّل ازداد تصنيفه سوءًا.

[ii] المقصود بالتصنيف العضوي organic rankings نتائج البحث المختلفة عن الدعايات المدفوعة الثمن التي تظهر في صفحات نتائج البحث.

[iii] وفقًا لشركة Comscore، التي تُعنى بقياس وتحليل وسائل الإعلام.

[iv] صندوق المقتطف المميّز featured snippet box هو المستطيل الذي يظهر في بداية أول صفحة نتائج في محرك البحث، ويعبّر عن وصف لنتائج مقتطفة من نتائج البحث.

 

قد ترغب كذلك بقراءة
التسويق باستعمال محركات البحث
أهم محركات البحث
تحسين محركات البحث..مبادئ ومفاهيم